كيف تتجنب اكتئاب ما بعد العطلة؟
بقلم بشرى شاكر
كم
منا يبتسم حينما يخبره صديقه بأنه يشعر بالإعياء في أول يوم عمل وبعد فترة
اجازة وكم سمعنا تعليق "هل تشعر بالإعياء من الراحة؟"، وفي الواقع هو شعور
بالإعياء نتيجة اكتئاب عادي جدا بعد فترة عطلة وعودة للعمل او الدراسة
وخاصة بعد الاجازات القصيرة أو المنهكة، ينجم بالأساس عن الشعور بالتخوف
نتيجة العودة لالتزاماتنا اليومية خاصة اذا كان عملنا او دراستنا روتينية
وشاقة...
ونصيحة الاخصائيين دائما بعد الاجازة هو عدم اجهاد النفس إلى حد الارهاق في
اول يوم عمل او دراسة، خاصة إذا علمنا انه جسديا أيضا، يزيد ارتفاع ضغط
الدم في اول يوم بعد الإجازة، بل المفترض ان يبدأ العمل والدراسة بشكل منظم
وتدريجي ولذلك نجد في العديد من المدارس الغربية وبعض العربية ايضا ان
الدراسة تبدأ بيوم أو يومين تعارف وأنشطة بعيدة عن المقررات الدراسية فيكون
ذلك بمثابة ارضية تحضر لسنة طويلة كما انه من الافضل ألا يبدأ يوم العمل
او الدراسة يوم الاثنين فيكون الاسبوع اطول وأكثر انهاكا ولذلك تعتمد عدة
بلدان بما فيها المغرب بداية الدراسة يوم الاربعاء... كما ينصح ايضا بإنهاء
السفر يومين على الاقل قبل العودة للعمل وإلا فستكون العودة شاقة بسبب
الارهاق ايضا... ممارسة الرياضة كذلك تساعد على اخراج التوتر والقلق
اللذان يلازمان العودة للحياة النشيطة....
الشعور
بهذا النوع من الاكتئاب يأتي عادة جراء عدة عوامل أولها الاحساس بامتداد
الاجازة حتى بعد انتهائها والعودة للعمل بحيث يبقى الجسد والفكر ايضا في
حالة اجازة ولذلك كما اسلفنا من الافضل العودة للحياة النشيطة بشكل تدريجي.
رتابة
العمل والروتين خاصة في مجتمعاتنا العربية تكون ايضا اسباب مباشرة للإحساس
بعدم الرغبة بالعودة للعمل بعد الاجازة مما يزيد من الاكتئاب الذي يشعر به
الفرد وهو يعود لعمله كما لو كان يعود لمعزل عقابي.
مقاعد
الدراسة ايضا التي تعتمد اساليب قديمة في شكل صفوف محتشدة وأساتذة يعتمدون
اسلوب التلقين والطالب الذي يكون مجرد متلقي، كل هذه عوامل تجعل العودة
للدراسة بعد العطلة ايضا أمرا مقيتا وثقيلا ولذلك ينصح في المؤسسات
التعليمية بأنشطة موازية على مدار السنة فهي ليست فقط انشطة ترفيهية وإنما
ايضا تربوية ومفيدة لتجديد النشاط الذهني...
وتعتمد
هذه الوسائل التربوية الحديثة على التدريس مرات خارج الفصل ومرات بطرق
ترفيهية وتستعمل كثيرا في المدارس الغربية الحديثة التي تعتمد الفهم أكثر
من التلقي والاستيعاب أكثر من الحفظ...
ما
يحسه الطالب والتلميذ ليس بعيدا عما يحسه الموظف حينما يعود من عطلة
لعمله، فهي ذات الرتابة التي تعلمناها صغارا وذات الكم المتراكم من العمل
على عاتق شخص واحد دون إعتبار لقدراته الذهنية أو الجسدية مما يؤدي بالموظف
ليس فقط إلى عدم الرغبة بالعمل والإحساس بالمرض والتثاقل وإنما أيضا إلى
فقد رغبته في إتمام عمله وبالتالي يفقد القدرة على التركيز أيضا...
وينصح
الخبراء بالتوقف ولو لساعة عن العمل حينما نحس بإرهاق كبير والمعاودة فيما
بعد، التوقف لا يعني التوقف عن العمل الجسدي فقط، وإنما محاولة التركيز
على شيء آخر أو تغيير مكان تواجدك، من مكان العمل والدراسة لمكان أخر...
كما
ينصح بتفريغ وقت العطلة وعدم التفكير بالعمل عكس ما يفعله العديد ممن
يظلون مرتبطين بالعمل حتى في الاجازات فلا يستمتعون بعطلتهم ويعيشون في أرق
العمل كما لو انهم لم يغادروه، لذلك ينصح باستثمار العطلة لاسترجاع قدرات
الشخص والاستعداد لموسم عمل جديد... كما ينصح بعدم الحديث عن العمل
والدراسة خلال ساعات الراحة ومن الافضل ألا يلتقي الشخص بمن يعمل معه او
يسافر برفقته خاصة في الاجازات القصيرة حيث يظل عقله مرتبطا بالعمل وتواجد
شخص يذكره به يزيد ذلك...
شارك هذا الموضوع مع أصدقائك فلك جزيل الشكر !
هذا الموضوع كتبته يوم الأربعاء، 16 أكتوبر 2013 ضمن تصنيف
معلومات طبيه
فأن اصبت فمن الله وحده و ان اخطات فمن نفسي و الشيطان . يمكنك نقل اي موضوع من المدونة بشرط ذكر المصدر و ذكر رابط الموضوع الاصلي للاتصال او الاستفسار عن اي موضوع من
هنا.